خالد إسماعيل
بدأت رحلتي في عالم التصوير في الستينيات، وهي فترة زمنية شهدت ظهور العديد من الأنماط الفنية، وأكثر ما جذبني منها كان سينما الأبيض والأسود. وبعد مشاهدتي لأول فيلم ملوّن في عام 1966 وهو "حب في طوكيو"، انبهرت بأجهزة العرض السينمائية، وأصبحت أدعو أهلي وأصدقائي لمشاهدة المزيد من تلك الأفلام في منزلي. وفي صيف عام 1980، سافرت إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية، وفي تلك الفترة أهدتني معلمة اللغة الإنجليزية، كريستين، كتابًا من تأليف المؤرخ الألماني هيلموت غيرنسهايم بعنوان "تاريخ موجز للتصوير الفوتوغرافي" (A Concise History of Photography).
أشعل هذا الكتاب شغفي بالتصوير الفوتوغرافي، وذلك بعد قراءتي لاقتباس من صفحاته الأولى لم يفارقني منذ ذلك اليوم: "ما جدوى العدسة والضوء لمن يفتقرون إلى الرؤية والبصيرة؟"
ترك هذا الاقتباس أثرًا عظيمًا في نفسي، حتى أصبح كالدليل في مسيرتي الفوتوغرافية. ولدى عودتي لدياري، أقنعت والدي بأن يشتري لي كاميرا من فئة كانون أي-1من متجر المها الواقع في شارع عبدالله بن ثاني، وأصبحت هذه الكاميرا أداتي المفضّلة لالتقاط أعزِّ الصور على قلبي. وقد شهدت مسيرتي المهنية تحولًا كبيرًا في عام 1990، بعد أن التقيت بالمصور الراحل راشد صفر عبدالله الخنجي، الذي عرفني على الجمعية القطرية للتصوير الضوئي. وقد كان لكل من شخصية راشد وحبي للتصوير دور محوري في التأثير عليّ، فقضيت مع راشد ساعات لا حصر لها نصوّر بالخارج، وسهرنا ليالٍ طويلة في تحميض ومعالجة الصور، وتحليل كلٍ منها معًا.
لقد قادني شغفي للتصوير في نهاية المطاف لتدريسها، حيث أصبحت مدرّبًا في الجمعية القطرية للتصوير الضوئي، وفي عدة مراكز بالدوحة، كما عقدت دورات تدريبية في دبي. وعلى مدار مسيرتي المهنية، لم يكن الأشخاص الذين التقيت بهم مصدر إلهام لي فحسب، بل تركتُ أنا الآخر بصمة جوهرية لديهم بفضل إخلاصي لفن التصوير الفوتوغرافي.