جائزة تصوير للمشاريع الفوتوغرافية 2024
يسعدنا أن نعلن عن الفائزين العشرة بجائزة تصوير للمشاريع الفوتوغرافية لعام 2024، وهم: إسماعيل زيدي، إيمان جميل، تمارا عبد الهادي، مهند حسن كاظم السوداني، محمود أبو حمدة، شادي نائل الطباطيبي، وفاء سمير، لينا جيوشي، آدم روحانا، ومصعب أبو شامة.
أعضاء لجنة التحكيم لجوائز تصوير للمشاريع الفوتوغرافية للسنة الرابعة هم: مريم وحيد (مصورة ومديرة البرامج والتواصل في تصوير)، مريم برادة (مديرة فنّية وقيّمة معارض)، سامي الرميان (مصور وثائقي ورئيس منحة التصوير الإنساني)، الشيخة مريم بنت حسن آل ثاني (استشارية إدارة المعارض).
“ إسماعيل الزيدي هو مصوّر مغربي شاب، تُقدّم صوره الساحرة من مشروعه قيد التنفيذ بعنوان "العائلة"، لمحةً دافئةً عن الروابط الأسرية. يستخدم زيدي هاتفًا بسيطًا من نوع سامسونج س5، ويعمل عن كثب مع أشقائه في "استوديو السعادة" الموجود على سطح بيتهم، وهو فضاء يجسد نشاطاتهم على مستوى أفراد الأسرة. وتأتي صوره لتبرز أضواء المغرب وألوانه الزاهية، بينما تُظهر سردياته رؤيته الفنية والتزامه بتسليط الضوء على أهمية الأسرة. ”
“ إن مشروع " واحتكت الأرض حتى حجب غبارها السماء" الذي قدّمته إيمان جميل هو سلسلة مميزة للغاية، حيث تتناول الصور جوانب تتعلق بالبيئة والهجرة والتجارب الإنسانية مما يظهر انعكاسًا لمجتمع اليوم المتأثر بثقل التاريخ. ”
“ تتمثل ممارسات تمارا عبد الهادي في معارضة التصورات المعاصرة للشرق الأوسط من خلال تقريبنا بعمق من سكّان المنطقة. يوثق العمل الفني "الحياة في الفرات" النشاط اليومي على ضفاف النهر، راسمًا بدقّة وشاعرية تفاصيل المكان وأناسه. نرى هنا جمال ابتسامة ساطعة، وتبرز هناك لحظات تناغم ساحرة، ويقف هنالك منزل شامخ، لتعيد جميعها رسم جغرافية المكان. ومن خلال غرس بذور الفهم السليم للتصوير الفوتوغرافي الوثائقي، لا سيما من منظور محلي، تدعونا عبد الهادي إلى رؤية ما وراء عدسة العنف والصراع، بينما تجمع الأرشيف اللازم عن منطقة مهددة إلى حد كبير بالتغير المناخي. ”
“ في تقييم المشاريع الفوتوغرافية نحن نبحث عن المشاريع الممتدة جغرافيا بالمساحة التي تغطيها، والممتدة زمنيا بالمدى الزمني الذي يغطيه المصور في مشروعه والنفع المتحصل على مدى الزمن في تنفيذ هذا المشروع الفوتوغرافي. نحن نتطلع إلى تلك المشاريع الجادة التي تقودنا نحو فهم وعالم أفضل، في العمق التصوير هو أداة للتوعية. مشروع الأهوار الفوتوغرافي في شكله الفني المميز باللون الأحادي والمعالجة الفنية التي اختارها المصور مهند السوداني في اختيار الزوايا والمساحات واتساق الصور مع بعضها، والتي تشعر من خلالها بمقدار الأهمية البيئية للمشروع، نأمل أن يكون أنموذجا مهما في نتائجه ومخرجاته الفنية والموضوعية لأهمية تبني الجيل الجديد من المصورين الفوتوغرافيين لمواضيع ذات نفع وطني تساهم في الوعي بأهميتها وتشحذ عزم المتخصصين والمسئولين للعمل على تحسين الوضع ومعالجته. ”
“ يمنحنا عمل "رحلة البقاء" لمحمود أبو حمدة، رؤية مفعمة بالأمل، فصوره عن الحياة اليومية في غزة تستحضر شعور صمود الناس رغم الواقع المرير الذي يعيشونه. إن الأعمال المختارة لهذا العام، تسلّط الضوء على أهمية المهارة التقنية، والتأثير العاطفي، والعمق السردي، حيث تروي كل صورة حكاية فريدة ومتميزة. ”
“ تأثرت بشكل شخصي بالصور الجوية لمشروع شادي الطباطيبي؛ فأنا أرى أن عمله كان قويًا ومعبّرًا، حيث تستعرض صوره رؤية فريدة لمدينة غزّة بشكل جرّيء، ولكنّه ضروري لإبراز الوضع الراهن، يُظهر عبرها الواقع المعاصر في صورة تتباين مع تاريخها الثقافي الغني الذي كان مزدهرًا في وقت مضى. ويسلّط هذا العمل الضوء على الوجود المستمر للإنسانية، مُبّينًا أن الناس الذين عاشوا الحقبة المزدهرة للمدينة يستمرون بالعيش على هذه الأرض رغم كافة التحدّيات التي تواجههم. ”
“ يتميز مشروع المتوارث بحيويته وحضوره الثقافي الجميل وإبراز خصوصية أهالي تلك المنطقة في التعبير عن اهتماماتهم وموروثاتهم الثقافية والاجتماعية من خلال الرسومات على حوائط المباني، والتي تعتبر بمثابة توثيق وتعبير فني عن حالة اجتماعية طاغية. انتباه المصورة لمثل تلك الحالة الاجتماعية وتقديمها على شكل عمل فني متكامل Body of Work تعيدنا للجذور الأصيلة لقيمة ودور التصوير الفوتوغرافي، ففي عالم السوشيال ميديا وغمرنا اليومي بالتنوع الهائل من المواد الإعلامية للمدن الحديثة ونمط الحياة المتشابه أصبح من المهم إبراز ما يميز شخصية وثقافة تلك المجتمعات المحلية الأصيلة، وهو ما أعجبنا في هذا المشروع. كذلك الأسلوب الفني والمعالجة الجميلة لهذا المشروع قدمته بشكل مرئي رائع. ”
“ تتحدى أعمال ﻟﻳﻨﺎ جيوشي السرديات التاريخية السائدة في المجتمع المصري، ففي سلسلة عملها "رّوّاد" تجسد شخصيات نسائية بارزة نسي التاريخ أسماءهنّ إلى حد كبير. واستنادًا إلى الأرشيفات، تبدع الفنانة بخلق ممارسة أدائية مستوحاة من المصور الأرمني المصري فان ليو. تأثرت جيوشي بالممثلات البارزات في العصر الذهبي للسينما المصرية، واللاتي شكلنّ ثقافتها البصرية، على الرغم من السياسات المحافظة التي رُسمت عن التسعينيات، كما تُضفي جيوشي هالة وجاذبية متجددة على الفيلسوفات والكاتبات والعالمات. من الناشطة درية شفيق إلى المحامية مفيدة عبد الرحمن والمتطوعة العسكرية ابتسامات عبد الله، تستعيد جيوشي التاريخ (النسوي) لوطنها. ”
“ آدم روحانا، مصور فلسطيني - أمريكي، يلتقط التفاصيل الدقيقة التي غالبًا ما نغفل عنها في الحياة اليومية بفلسطين، من خلال صور تمزج بين الوثائقية والفنية. يعرض عمله ذلك التضارب بين الجمال المتأصّل في اللحظات اليومية وآلة القمع والظلم للجنود وحواجز السياج وأبراج المراقبة. بدءًا من تجسيد رمزي لصبي يلتهم البطيخ إلى واقع معقد تحت قبضة الاحتلال، تهدف صور روحانا إلى إبداع طرق جديدة لتمثيل الواقع تتجاوز السرديات النمطية والمركزة على النزاع. ويسعى آدم من خلال صوره إلى استيعاب روح وطن لا يزال بعيد المنال، ويطرح تساؤلات عنه، ويلتقط تفاصيله. ”
“ مصعب أبو شامة، هو مصور شارع شغوف من السودان، يعرض مشروعه المؤثر "تدوين"، والذي لايزال قيد التنفيذ، وسط واقع مأساوي خلّفته الحرب في وطنه يعجز عنه الخيال. يوثّق أبو شامة التأثير العميق للصراع على حياة المواطنين السودانيين. حيث يقول: "لم أكن أتخيل يومًا أن يغرق وطني (السودان) في الحرب، أو أن أعيش في منطقة تمزقها الحرب." يُجسّد أبو شامة من خلال صوره المؤثرة صمود الناس وتأقلمهم مع الحرب، مستكشفًا كيف أثر الصراع على أسلوب حياتهم، ومستعرضًا ملامح القبح والجمال التي تُولّدها الشدائد. ”