يأتي عملها التركيبي "أما بَعد..." ليسلط الضوء على عناصر سوق واقف، وليكون وجوداً مكانياً ينبض بالحياة عبر تحول ثلاثة فضاءات مركزية في قلعة الكوت: "الانتقال" (ساحة القلعة)، و"الرحلة" (الغرف الخلفية)، و"التحوُّل" (المدخل). تُبرز الفنانة جوانب من حياة السوق عبر إبراز تجارب الأشخاص وعمليات التجارة ورائحة البخور وتناول البوظة. تقوم بذلك من خلال التقاط الصور وتسجيل الأصوات، بالإضافة إلى دمج لقطات أرشيفية ضمن توزيع مدروس في فضاءات العرض. تشكل الفنانة نبضات حسية مكثفة لتجربة السوق من خلال الصور والأصوات، وكلها مصممة بشكل فريد في المساحات المخصصة للقلعة.
يتكشف السرد حيث يتم استكشاف المساحات بدون أي تسلسل معين، وتختلف تجربة كل شخص بحسب ما تقوده تجاربه مع الصوت والضوء والصورة. أما الحواجز التي تفصل بين أعمال الإسقاط الضوئي وسردياتها، وبين الطراز المعماري للقلعة، والكينونة المادية للزائر فقد تم طمس معالمها من خلال استخدام حلول تكنولوجية آسرة. يتم تشغيل إسقاطات الفيديو والمقاطع الصوتية بشكل غير متزامن ومتكرر وهو ما يخلق تجربة متجددة دوماً تتبدل مع مرور الزمن وتحتفي بالتراث القطري المعاصر وعناصره المختلفة في شكل تجارب هدير عمر فنية الحالِمة والأثيرية.
هدير عمر هي فنانة مصرية تركز ممارستها الفنية على الوسائط الحديثة وتعمل وتدرِّس في مجال الفنون في الدوحة. تم تكليف الفنانة عمر بإعداد عمل معاصِر خاص بقلعة الكوت ذات التاريخ الفريد والمركب. فمنذ تشييد القلعة في عام 1906، وطوال السنوات التالية، كانت الملتقى بين منطقة تاريخية تضجّ بالأسواق ومرفأ بحري. أما الآن، فتشغل القلعة موقعاً مركزياً بين سوق واقف ومشيرب. تستمد الفنانة إلهامها من المنطقة المحيطة بسوق واقف، لتنسج جوانب مختلفة من الحياة اليومية التقليدية والمعاصرة، وتحوّلها إلى تجربة سريالية غامرة.
“ ابدأ أولاً بتجربتي الخاصة للمكان، كيف أتفاعل معه؟ وكيف أتفاعل مع الوقت الذي يحمله هذا المكان؟ وكيف أتفاعل مع هذه التجربة التي أقيمها؟ ”
“ بدأتُ بجمع الأفلام، والصور الفوتوغرافيجة، والواقع الإفتراضي والمُعزز، وكل الطرق الممكنة لترجمة الأفكار التي تُحرّكني. ”