شارلوت كوتون:
لنبدأ بالحديث عن صورك المطبوعة على الفينيل المتناثرة في أرجاء صالة العرض الأولى من المعرض بعنوان "التصوير التجريبي" .(Experimental Photography) توحي لي صالة العرض هذه بأنّها الغرفة حيث يضع الزوّار جانباً. كلّ تصوّراتهم المسبقة عن فنّ التصوير المعاصر. عند النظر إلى التركيبات المثبّتة مباشرة على الحائط، نرى في الوقت نفسه كوكبةً من الأشياء بأدقّ تفاصيلها وأيضاً كقطعة فنيّة واحدة. أخبريني في البداية عن العلاقة والتجربة التي تودّين أن يخوضها الزوّار من خلال هذا العمل؟
آشا شيشتر:
من خلال تثبيت الفينيل مباشرة على الحائط، تصبح صالة العرض وكلّ ما فيها من أثاث جزءاً لا يتجزّأ من العمل. ويخلق ذلك تجربةً بصرية تختفي فيها الحدود بين مكان العرض والأعمال الفنية بحدّ ذاتها، وبالتالي، تمّ اختيار هذه الأعمال وترتيبها بناءً على العلاقة في ما بينها، وإنّما أيضاً على خصائص مكان العرض هذا. أمّا بالنسبة إلى الأفكار المسبقة عن التصوير، فيهدف هذا العمل جزئياً إلى تحرير الصور من القوالب والإطارات المستطيلة التقليدية، لإلقاء الضوء والتركيز على ما نقبله ضمن تلك الفئة من الصور. والفينيل في العادة هو مادة تجارية في المتناول، لذلك حين اخترت العمل بهذه الطريقة فإنني أضيف إلى التخمين عن قيمة الصور المعروضة. أفكّر أيضاً في التأثير الكبير لبعض الجوانب الفنية، كإطار العرض ونسقه وجودته، في طريقة فهمنا لترجمة العالم إلى صور. مع التحوّل الدائم لمواقع التلقي (من الشاشات المسطحة إلى شاشات الهواتف واللوحات الإعلانية والشاشات في محطات الوقود) يصبح المتفرّج العادي أكثر إداركاً للتناقضات في النوعية والاستجابة. أردت تقديم عملٍ يوقظ فينا هذه التجارب. فعلى سبيل المثال، الأسلوب الذي اعتمدته لإنتاج الصورة غير مصمّم فعلياً ليُعرض بهذا الشكل، وبالتالي، يبيّن العمل الفشل في إعادة إنتاج بعض المواد، وهذا الأمر يظهر جلياً عند رؤية الأعمال من خلال كاميرا هاتف الأيفون، إذ يبرز بشكلٍ كبير الخداع البصري أو ما يُعرَف بال “ترومبلوي” في هذه الأعمال، وقد أردت إظهار كلّ هذه النقاط لزوّار المعرض.