None
مقابلة

تصوير فوتوغرافي تجريبي: آشا شيشتر

أجرت شارلوت كوتون مقابلة مع آشا شيشتر بالتزامن مع معرض تصوير ٢٠٢١تصوير فوتوغرافي تجريبي.

المشاركة مع صديق

شارلوت كوتون:

لنبدأ بالحديث عن صورك المطبوعة على الفينيل المتناثرة في أرجاء صالة العرض الأولى من المعرض بعنوان "التصوير التجريبي" .(Experimental Photography) توحي لي صالة العرض هذه بأنّها الغرفة حيث يضع الزوّار جانباً. كلّ تصوّراتهم المسبقة عن فنّ التصوير المعاصر. عند النظر إلى التركيبات المثبّتة مباشرة على الحائط، نرى في الوقت نفسه كوكبةً من الأشياء بأدقّ تفاصيلها وأيضاً كقطعة فنيّة واحدة. أخبريني في البداية عن العلاقة والتجربة التي تودّين أن يخوضها الزوّار من خلال هذا العمل؟

آشا شيشتر:

من خلال تثبيت الفينيل مباشرة على الحائط، تصبح صالة العرض وكلّ ما فيها من أثاث جزءاً لا يتجزّأ من العمل. ويخلق ذلك تجربةً بصرية تختفي فيها الحدود بين مكان العرض والأعمال الفنية بحدّ ذاتها، وبالتالي، تمّ اختيار هذه الأعمال وترتيبها بناءً على العلاقة في ما بينها، وإنّما أيضاً على خصائص مكان العرض هذا. أمّا بالنسبة إلى الأفكار المسبقة عن التصوير، فيهدف هذا العمل جزئياً إلى تحرير الصور من القوالب والإطارات المستطيلة التقليدية، لإلقاء الضوء والتركيز على ما نقبله ضمن تلك الفئة من الصور. والفينيل في العادة هو مادة تجارية في المتناول، لذلك حين اخترت العمل بهذه الطريقة فإنني أضيف إلى التخمين عن قيمة الصور المعروضة. أفكّر أيضاً في التأثير الكبير لبعض الجوانب الفنية، كإطار العرض ونسقه وجودته، في طريقة فهمنا لترجمة العالم إلى صور. مع التحوّل الدائم لمواقع التلقي (من الشاشات المسطحة إلى شاشات الهواتف واللوحات الإعلانية والشاشات في محطات الوقود) يصبح المتفرّج العادي أكثر إداركاً للتناقضات في النوعية والاستجابة. أردت تقديم عملٍ يوقظ فينا هذه التجارب. فعلى سبيل المثال، الأسلوب الذي اعتمدته لإنتاج الصورة غير مصمّم فعلياً ليُعرض بهذا الشكل، وبالتالي، يبيّن العمل الفشل في إعادة إنتاج بعض المواد، وهذا الأمر يظهر جلياً عند رؤية الأعمال من خلال كاميرا هاتف الأيفون، إذ يبرز بشكلٍ كبير الخداع البصري أو ما يُعرَف بال “ترومبلوي” في هذه الأعمال، وقد أردت إظهار كلّ هذه النقاط لزوّار المعرض.

بالنسبة إلى الأفكار المسبقة عن التصوير، فيهدف هذا العمل جزئياً إلى تحرير الصور من القوالب والإطارات المستطيلة التقليدية، لإلقاء الضوء والتركيز على ما نقبله ضمن تلك الفئة من الصور.

– آشا شيشتر

شارلوت كوتون:

أعمال الفينيل هذه تعبّر عن أشياء حقيقة إنّما تمّت قولبتهاوتقديمها من دون استعمال كاميرا. وتعتمدين على أشخاص ضليعين في المجال الرقمي لإنتاج الصور، وتستخدمين لطباعة العمل على الفينيل طرق الإنتاج وفرق العمل ذاتها التي تصنّع الفينيل التسويقي الذي يُلصَق على الباصات العامة. وبهذا، فإنّك لم تقومي بتغير معنى طرق الإنتاج المعيارية هذه ونتيجتها النهائية فحسب، بل تطرّقتِ أيضاً بشكلٍ واضح إلى الجانب الخفيّ لصناعة الصور الحاسوبية والفن. هل يمكنكِ شرح المزيد عن هذه الخيارات العملية والطرق التي كرّست هذا الجانب كحجر أساس لفحوى العمل؟

آشا شيشتر:

ناقش الفنان كريستوفر ويليامز في إحدى مقابلاته الفرق بين تقليده لصورة تجارية لتفاحة وتوظيف مصوّر متخصّص في هذا النوع من الصورليلتقط صوراً له. ما أراد الفنان قوله إنّه عند تقليد التفاحة التجارية – إنّما مع التحكم بطريقة التنفيذ بشكلٍ أكثر دقة – فإنّ عمله كان يشبه تلك الصور، إلاّ أنّه تضمّن المزيد من المعلومات والوضوح الوصفيّ. وهذا ما فكّرت فيه حين بدأت الاستعانة بأشخاص لتنفيذ نماذج ثلاثية الأبعاد. أردت أن أقدّم عملاً يرقى إلى مستوى الصور التجارية. شعرت أنّه يتعين عليّ الاستعانة بمصوّرين متخصّصين بهذا النوع من الصور. طبعاً لم تكن ميزانيّتي توازي ميزانيّة شركة بيكسار، لذلك وظّفت أشخاصاً لهذه المهمّة من خلال موقعٍ إلكتروني اسمه Upwork. أصبح اقتصاد الأعمال الحرّة الذي يشكّل أولئك المصمّمون جزءاً منه النموذج الأكثر شيوعاً للتوظيف في كثير من دول العالم المتقدّم. وأنا، كأستاذة مساعدة، جزء من هذا الاقتصاد في مجال التعليم، ورغم أنّ وضعي أكثر استقراراً من وضع الكثيرين، تجدني متقلقلة دائماً. ومع اهتمامي المتزايد بالعمل بطريقة أكثر عاطفية، عملت بانتظام مع مصمم واحد، تشابا كيش في المجر. وطوّرنا معاً لغة خاصّة بالصور، التي تتخطّى العموميات لتنغمس في التفاصيل الأكثر دقّة وتعقيد.

شارلوت كوتون:

يحاكي عنوان هذا المعرض "التصوير التجريبي".(Experimental Photography) بشكلٍ مباشر اللمسة الإبداعية التي تضيفينها أنت والفنانين المشاركين الآخرين إلى عالم الصورة الرقمية المعاصر، وكذلك أسس التصوير والمجال الفني. كيف تصفين علاقتك بتاريخ التصوير الفوتوغرافي، وإلى أي مرحلة من هذا التاريخ تميلين؟

آشا شيشتر:

في البداية، كنت ألتقط الصور ليس إلّا، ولاحقاً في سنوات الدراسات العليا، ابتعدت عن ذلك وأصبحت مهتمّة أكثر بإنتاج الصور ونشرها. ولكني أدرّس تاريخ التصوير، وقد أغنى هذا التاريخ وتاريخ السينما الروائية عملي. وقد مضى وقتٌ طويل على آخر مرة التقطت فيها صورة معاصرة آسرة بالكاميرا، ولكني أرى هذه الأعمال تشبه الصور الفوتوغرافية في طيّاتها. فهي تحاكي الأفكار الأساسية للتصوير الفوتوغرافي، وفي الوقت نفسه إعادة إنتاج العالم المحسوس وتشويهه من خلال عناصر مختلفة كتغيير الحجم والقص والإضاءة والوقت، بالإضافة إلى ترجمتها إلى قطعة فنيّة ملموسة.

تحميل ملف الـPDF