شيماء أيوب:
تهانينا على اختيارك لجائزة الشيخ سعود آل ثاني للصورة الفردية للعام ٢٠٢١! هلا تخبرنا عن الصورة الفائزة؟
هيريادي جويونو:
أودّ أن أتقدّم منكِ ومن لجنة التحكيم ومن فريق مهرجان تصوير بالشكر لمنحي الفرصة لأشارك في هذه الجوائز وفي هذا الحوار وللتعبير عن أفكاري. تعرض هذه الصورة طفلاً يلعب كرة القدم في خلال لقاء عائلي. وكان الوقت صبحاً كما يمكننا أن نرى من الظلال الطويلة. لقد رأيت لحظة ملفتة استطعت فيها أن أجمّد الحركة، وهي اللحظة التي ترتدّ فيها الكرة عن الأرض وتبتعد عن ظلّها. وتتحرّك الكرة باتّجاه حارس المرمى الذي كان يستعدّ لالتقاطها وكأنّ ظلّه سبقه. وكلما طال تفكيري في هذه الصورة، تبيّن بالنسبة إليّ تلاعباً بين الواقع والمخيّلة، فيمتزج الواقع الموضوعي والتصوّر الذاتي (الذي يمثّله الظلّ)، فينشئان العالم وكأنّه أمر نفهمه ونختبره. إنها لعبة يمكنها أن تكون ممتعة لكن يمكن أن تنذر بالسوء أيضاً. وعندما تكون أفكاري سوداوية أكثر، تمثّل الصورة الطريقة التي يمكن تصوّرالواقع فيها. فالحقيقة بحدّ ذاتها تبقى ظاهرة. ويصدف بشكل لا يمكن تفاديه أن يصبح البحث عن الحقيقة أقلّ أهمّية بالنسبة إلينا. فنميل إلى القبول بشكل سابق لأوانه باستنتاجنا وننسى أنّه بحكم طبيعتنا يطغى انحياز التصوّر علينا.
شيماء أيوب:
كيف تصف التصوير الفوتوغرافي الذي تقوم به؟
هيريادي جويونو:
ما زلت في مرحلة الاختبار. فما زلت أحاول العثور على سبل للتقدّم، بالنسبة إليّ وإلى المشاهد. وتتمّ عملية التجارب والوقوع في الأخطاء في الطريقة التي أحاول فيها أن أتواصل بصرياً وأن أنشئ الحوار. لربّما ستبقى الأمورعلى هذا النحو ولا أنفكّ أتغيّ. فأنا أحاول أن أُبقي مساراتي مفتوحة وأن أحتفظ بالشغف لأنّ أمامي الكثير لأتعلّمه وأجرّبه. عموماً، أجد أنّ التصوير الفوتوغرافي يمنحني طريقة للتواصل ولإجراء حوار مع نفسي ومع جمهور ما. ويمنح هذا الأمر حرّية أكبر من التواصل الشفهي أو المكتوب. فهو يعطيني إحساساً بالحرّية، لكي أروي حكاية من دون أن أكشف الكثير ومن دون إصرار. فوتيرة الحوار بالصور تسمح بقيام عملية أنيسة أكثر. ولعلّ التصوير الفوتوغرافي الذي أقوم به أناني أكثر من اللازم ويتمحور أكثر حول ما أريد التعبير عنه منه أيّ أمر آخر! وليس التصوير مهنتي أيضاً (في الوقت الراهن) وليس فرضاً وليس كتاباً (بعد).
شيماء أيوب:
ذكرت سابقاً أنّك لم تحظَ بتدريب رسمي في التصوير الفوتوغرافي، لذا يزداد فضولي حيال السبب الذي دفعك إلى التصوير.
هيريادي جويونو:
بدأ الأمر عندما كنت طالب هندسة معمارية وكنت ألتقط الصور للتوثيق المعماري. ومن التصوير المعماري توسّعت المسألة إلى توثيق الحياة من حولي. ومنذ تلك الآونة استمرّ نشاطي وتوسّع في اتّجاهات مختلفة. وما حثّني على التصوير وغيّر تفكيري في التصور الفوتوغرافي هو لقائي بالمصوّر الفوتوغرافي نيكوس إيكونوموبولوس في حصّة الدراسة التي قدّمها في تعاونية ماغنوم للصور. فقد منحني اللقاء الثقة لسبر أغوار التصوير الفوتوغرافي بطريقة مختلفة.
شيماء أيوب:
كيف يؤثّر عملك كمهندس معماري الآن في التصوير الذي تقوم به؟
هيريادي جويونو:
أعتقد أنّ له تأثيراً كبيراً. فله تأثير في الطريقة التي أرى فيها الفضاء والتي أرى فيها العلاقة بين الناس والفضاء والتي أرى فيها التركيبات أو كيفية التركيب والتلاعب بالألوان واستخدام الظلال وغيرها. وبالنسبة إليّ، هذان المجالان يتداخلان ويؤثّر الواحد في الآخر. فخلفيّتي في الهندسة المعمارية لها تأثير في التصويرالفوتوغرافي الذي أقوم به، والتصوير الفوتوغرافي جعلني أقارب الهندسة المعمارية بطريقة مختلفة. فقد أثّر التصوير الفوتوغرافي في اعتباراتي في عملية التصميم: كيفية تأثير البصري والصورة في التصوّر أو كيفية تصوّر الهندسة المعمارية كلغة بصرية ثنائية الأبعاد أو كيفية عرض الهندسة المعمارية وتوصيلها مثلاً.