وفي إطار تحدي القوالب الجاهزة، يحاول الفنانون المشاركون دحض المفهوم النمطي المرتبط بهوية ذوي البشرة السمراء، وتأتي الصور الفوتوغرافية المعروضة هنا لتُشكِّل نوعاً من الالتزام البصري ومقارَبة مختلفة تطرح وجهة نظر تيار جديد تُمثِّله مواهب صاعدة تُقدِّم أعمالاً فوتوغرافية ذات سياقات متنوعة جداً، بدءاً من نيويورك وجوهانسبرغ ووصلاً إلى لاغوس ولندن. يضمّ المعرض كذلك جدارية من صور التقطتها عدسات مصورين آخرين من ذوي البشرة السمراء أيضاً، وتُظهِر الحضور الآخذ في الاتساع لهذا التيار في المشهد الثقافي والبصري السائد حالياً. وحصيلة كل هذه الجهود، التي تأتي ثمرة تعاون بين عارضين وعارضات ومنسّقي ومصممي أزياء من ذوي بشرة سمراء، هي عبارة عن إضاءات جديدة على فن التصوير الفوتوغرافي ومفاهيم العِرق والجمال والنوع الاجتماعي والسلطة.
يُسلِّط هذا المعرض الضوء على أعمال كوكبة مختارة من الفنانين المعاصرين الروّاد وإبداعاتهم من صور مفاهيمية وبورتريهات نابضة بالحياة تَجمَع بين حقلي الفن وتصوير الأزياء وتكسر الحدود التي لطالما فصلت بينهما. نُشرت أعمال هؤلاء الفنانين على نطاق واسع في مجلات مصوَّرة وحملات إعلانية وعلى حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، كما عُرضت في متاحف عديدة. تَستخدم لقطاتهم المتميزة لغة بصرية معاصرة تصوّر الجمال والجسد بحيوية متجددة ومحتوى حديث، كما تطرح نقاشات تتمحور حول طريقة تقديم الأشخاص من ذوي البشرة السمراء ومَشاهد مختلفة من حياتهم. وبالإجمال، تحتفي الأعمال بالروح الإبداعية لتلك الشخوص وبالتفاعل القائم بين حقول الفن والأزياء والثقافة.
“ العائلة ليست بالضرورة أمراً بيولوجياً، بل هي في الغالب بمثابة إحساس وشعور بالراحة وحالة من التعلّم والتطوّر الدائم. ”
“ تروق لي فكرة تقديم الأشخاص من ذوي البشرة السمراء بطريقة تجريدية. من المهم بالنسبة لي رفض المفهوم القائل بأن إظهار ذوي البشرة السمراء هو أمر محدود، أو مقيِّد. ”
“ كفنانة سمراء البشرة، أبذل جهداً مركَّزاً لتصوير النساء من ذوات البشرة السمراء لأنهن في النهاية انعكاسٌ لذاتي. ”
“ أحاول في أعمالي تقديم بدائل، وهذا أحد أشكال النضال. ”
“ قد يتم تنميط روح ذوي البشرة السمراء بوجهة نظر ذات بُعدٍ واحد، ولكنها في الحقيقة تنطوي على تنوّع يُحاكي مجرّات الكون. ”
“ في كافة أرجاء العالَم، يبدو الجيل الحالي حريصاً على الإيمان بمهاراته والضغط لتحقيق ما يرغب به. نشهد الكثير من الشبان الذين يحاولون نشر الوعي، سواء عبر الموسيقى أو الأزياء أو التكنولوجيا، والمضي قُدماً نحو الحرية. ”
“ ينطوي كل مشروع وكل عمل أحاول القيام به على نوع من التعليم للمُشاهِد. وليس ذلك بالضرورة موجهاً للأشخاص من ذوي البشرة السمراء ، أو لذوي البشرة البيضاء، بل للناس على العموم. ”
“ إظهار جمال ذوي البشرة السمراء هو بمثابة إحقاق للعدل. ”
“ تتراءى نفسي من خلال أعمالي. أودّ أن أمنح تلك المنصة للشابات من ذوات البشرة الملونة، وأُظهر أن الجمال ليس مجرّد معيار كونيّ واحد. ”
“ لا أحاول على الإطلاق تقديم صورة مثالية. أسعى فقط إلى تصوير ما أراه حولي. ”
“ خلق منبر ووضع سياق لأعمالنا هو أمر يزيد قيمتها. ما نقوم به هو أولاً نوع من الأرشفة، ولكنه يمثل أيضاً طريقة لحشد الأصوات المهمشة والمتنوعة سوية كشبكة واحدة، فالقوة في الكثرة. ”
“ مصدر إلهامي هو جذوري والتبادل الإبداعي المتجدد، بحيث أسبغ على الواقع حساسيتي وتجاربي الشخصية. ”
“ لو أني لم أنشر أعمالي على منصّات متعددة على مدى سنوات، لم أكن لأحظى بمثل هذه الفرص. كل لحظة قررتُ فيها عدم الاستسلام وحزم أمتعتي والعودة إلى الديار جوهرية لجهة ما حققته من نجاح. ”
“ أحاول أن أخلق ’عامية جديدة‘ – فن ذوي البشرة السمراء كونيّ. ”
“ يتمثّل جمال التصوير الفوتوغرافي بأنه يستهل حواراً عن هويتنا وجذورنا ووجهتنا. ”
التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء
يُقدّم معرض "التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء" حركة عالمية ينخرط فيها المصوّرون على امتداد الشتات الأفريقي في أرجاء العالَم، ويستخدمون عدساتهم لرسم صورة معاصرة لحياة ذوي البشرة السمراء، وتقديم رؤى جديدة للنظرة الجاهزة إزاء أولئك الأشخاص. تُقدّم هذه الكوكبة من الفنانين صوراً تُظهر أهمية الشخص ذي البشرة السمراء، وعلى وجه الخصوص المبدِع الذي أصبح بمثابة مَثلٍ أعلى في الثقافة المعاصرة. أما صورهم لمشاهير أو لعارضين وعارضات من ذوي البشرة السمراء – سواء كانوا محترفين أو من عائلات الفنانين أو أفراداً عاديين تَعرَّف عليهم المصورون في الشارع أو عبر إنستغرام – فهي توظّف تقنيات فن البورتريه والتوثيق، والتصوير المفاهيمي والطبيعة الصامتة، بحيث تطرح مجموعة إسقاطات جديدة وجماليات متعلقة بذوي البشرة السمراء كطريقة لاستحداث أشكال مبتَكَرة لصورة الأزياء.
معرض "التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء" هو مشروع أطلقته ونظّمته مؤسسة Aperture في نيويورك بالتعاون مع القيّم الفني أنطوان سارجنت ودعم فريق أمناء "تصوير: مهرجان قطر للصورة" شارلوت كوتون وسارة فوريامي لاولر.