التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء

المعرض السابق

يُسلِّط هذا المعرض الضوء على أعمال كوكبة مختارة من الفنانين المعاصرين الروّاد وإبداعاتهم من صور مفاهيمية وبورتريهات نابضة بالحياة تَجمَع بين حقلي الفن وتصوير الأزياء وتكسر الحدود التي لطالما فصلت بينهما. نُشرت أعمال هؤلاء الفنانين على نطاق واسع في مجلات مصوَّرة وحملات إعلانية وعلى حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، كما عُرضت في متاحف عديدة. تَستخدم لقطاتهم المتميزة لغة بصرية معاصرة تصوّر الجمال والجسد بحيوية متجددة ومحتوى حديث، كما تطرح نقاشات تتمحور حول طريقة تقديم الأشخاص من ذوي البشرة السمراء ومَشاهد مختلفة من حياتهم. وبالإجمال، تحتفي الأعمال بالروح الإبداعية لتلك الشخوص وبالتفاعل القائم بين حقول الفن والأزياء والثقافة.

المشاركة مع صديق

وفي إطار تحدي القوالب الجاهزة، يحاول الفنانون المشاركون دحض المفهوم النمطي المرتبط بهوية ذوي البشرة السمراء، وتأتي الصور الفوتوغرافية المعروضة هنا لتُشكِّل نوعاً من الالتزام البصري ومقارَبة مختلفة تطرح وجهة نظر تيار جديد تُمثِّله مواهب صاعدة تُقدِّم أعمالاً فوتوغرافية ذات سياقات متنوعة جداً، بدءاً من نيويورك وجوهانسبرغ ووصلاً إلى لاغوس ولندن. يضمّ المعرض كذلك جدارية من صور التقطتها عدسات مصورين آخرين من ذوي البشرة السمراء أيضاً، وتُظهِر الحضور الآخذ في الاتساع لهذا التيار في المشهد الثقافي والبصري السائد حالياً. وحصيلة كل هذه الجهود، التي تأتي ثمرة تعاون بين عارضين وعارضات ومنسّقي ومصممي أزياء من ذوي بشرة سمراء، هي عبارة عن إضاءات جديدة على فن التصوير الفوتوغرافي ومفاهيم العِرق والجمال والنوع الاجتماعي والسلطة.

Add Ar alt text

كيل ليمونز

خلال نشأته في جنوب فيلاديلفيا، اعتاد المصوِّر الفوتوغرافي كيل ليمونز المقيم حالياً في بروكلين أن يجول في المدينة وهو يحمل كاميرات تُستخدم لمرة واحدة ويلتقط بعدستها كل ما تقع عليه عينيه. ويقول ليمونز الذي درس الصحافة في جامعة "ذا نيو سكول" في نيويورك: "هذه الصور ليست مجرّد توثيق لحياتي. بل تدعم وتُسلّط الضوء على كينونة الآخرين وتُرسِّخ وجودهم". قدّم الفنان عام 2017 سلسلة صور بورتريه ومقابلات بعنوان "فتى البهارج" يَظهر فيها شُبان من ذوي بشرة سمراء تغطي وجوههم زينة مبهرجة براقة مع خلفية زهرية اللون. تسبر هذه السلسلة مفاهيم الجمال المتغيّرة وكذلك صِلتها بمفهوم الرجولة في مجتمعات ذوي البشرة السمراء. يقول ليمونز متحدثاً عنها: "فتى البهارج هي سلسلة سيرة ذاتية مِن فترة بلوغي سن الرشد واستكشافي لهويتي كفنان وكشخص". أَظهر ليمونز في مرحلة لاحقة اهتماماً كبيراً بالبورتريهات العائلية، فالتقط صوراً لجدّته ووالدته وشقيقاته يرتدين أثواباً من علامة "بيتشيفا"، لتأتي هذه الصور كنوع من تكريمهنّ واستقصاء مفاهيم المنزل والحميمية والقرابة. ويقول عن ذلك: 'العائلة ليست بالضرورة أمراً بيولوجياً، بل هي في الغالب بمثابة إحساس وشعور بالراحة وحالة من التعلّم والتطوّر الدائم.'

العائلة ليست بالضرورة أمراً بيولوجياً، بل هي في الغالب بمثابة إحساس وشعور بالراحة وحالة من التعلّم والتطوّر الدائم.

– كيل ليمونز

Add Ar alt text

أرييل بوب-ويليس

أرييل بوب-ويليس هي مصوّرة فوتوغرافية تعمل حالياً في نيويورك. كانت في الثالثة عشر من العمر وتقيم في ولاية كارولاينا الجنوبية عندما أهداها أستاذها كاميرا من طراز "نيكون N80" فاستخدمتها لتصوير جسدها في غرفة نومها. التقطتْ صوراً ملونة ليديها وقدميها، فشكّلت هذه الأعمال استعارات لحالة الانهيار التي تعيشه ومشاعر التشظّي التي تنتابها نتيجة الاكتئاب. تطوّرت أعمال بوب-ويليس واستمرّ اهتمامها في سبر أغوار لحظات السعادة المسروقة من فترات حزن متتابعة. تَعتَبِر الفنانة أعمالها مناهضة للصورة الذاتية (أو "السيلفي")، وعبر الاستلهام من رسامين مشهورين بأعمال نابضة بالحياة مثل فنانَيْ الحقبة الحديثة جيكوب لورانس وبيني أندروز، تنطوي صورها على مشاهِد بصرية معقَّدة وحالة من الحركة الهادئة والتمكين من خلال البحث عن الذات.

تروق لي فكرة تقديم الأشخاص من ذوي البشرة السمراء بطريقة تجريدية. من المهم بالنسبة لي رفض المفهوم القائل بأن إظهار ذوي البشرة السمراء هو أمر محدود، أو مقيِّد.

– أرييل بوب-ويليس

Add Ar alt text

أدريان راكيل

تقول المديرة الفنية والمصوِّرة الفوتوغرافية المقيمة في نيويورك أدريان راكيل: "أعمالي متأثرة جداً بجوهر الأنوثة، واللون هو مصدر إلهام رئيس لأعمالي". غالباً ما تهيمن على صورها تدرّجات دافئة من الزهري والأرجواني والأحمر والأصفر، وهو ما يمنح أعمالها طاقة كامنة تُساعد راكيل على تقديم "عالَم حالِم" تتوق إليه: "أؤمن أن اللون يضطلع بدور مهم في مشاعرنا اليومية، والأهم من ذلك أنه يؤثر على نظرتنا للعالَم من حولنا. في عِلْم نفْس الألوان، يرمز الزهري للأمل ويخلق مشاعر حميمة تبعث على الراحة ويستحضر مشاعر مطمئنة، أما الأحمر فيوحي بالحُب والشغف، وغالباً ما يمثّل الأرجواني القوة والسمو، بينما تستدعي تدرجات الأصفر والبرتقالي مشاعر البهجة والإبداع. أرغب أن تستحضر أعمالي نفس هذه الأحاسيس، أريد أن يشعر الجمهور بهذه الطاقة الإيجابية!" أعمال راكيل المستلهَمة من عوالم خيالية ساحرة توظِّف لغة المَشاهد الطبيعية والطبيعة الصامتة والجمال والتصوير التحريري. وكونها امرأة ذات بشرة سمراء تصوِّر نساءً أخريات ذوات بشرة سمراء، تقول راكيل: 'النساء ذوات البشرة السمراء يُمثّلن بنظري شخوصاً بديعة بحقّ. أعيشُ من أجل توثيق جمالنا وسلوكنا ورقتنا وواقعنا.'

كفنانة سمراء البشرة، أبذل جهداً مركَّزاً لتصوير النساء من ذوات البشرة السمراء لأنهن في النهاية انعكاسٌ لذاتي.

– أدريان راكيل

Add Ar alt text

دانييل أوباسي

يستخدم منسّق الأزياء وصانع الأفلام والمصوِّر الفوتوغرافي نيجيري المولد والمقيم حالياً في لاغوس دانييل أوباسي مقارَبات محلية لتكون مصدر إلهام يصبو من خلالها إلى "تمثيل بصري أفضل" للمجتمعات الضعيفة ضمن المجتمع النيجيري، بحسب وصفه. ويقول عن ذلك: "أحاولُ في أعمالي تقديم بدائل، وهذا أحد أشكال النضال". بإضاءتها الخافتة والأزياء الجريئة لشخوصها، تُشكِّل أعماله الفوتوغرافية انعكاساً لما يصفه بأنه "فانتازيا أفريقية مستقبلية" تتفادى الصور النمطية التي قدّمها الأوروبيون عن نيجيريا. أعمال أوباسي تتحدى بشكل مباشر الإسقاطات المتوقعة لمفهوم الرجولة، وهو ما يجعل اللعب على وتر هوية الذكر بمثابة فكرة هامة في أعماله الفوتوغرافية أو السينمائية. ويقول عن ذلك: 'تقديم سرد بديل هو مقاربتي للتعامل مع القضايا المجتمعية. تَظهر الشخوص في أعمالي جميلة وفاتنة، وفي بعض الأحيان تبدو وكأنها قادمة من عوالِم أخرى، وذلك في مسعى لتحويل الاهتمام ونقل السلطة إلى أقليات لطالما كانت ضحية أو غالباً ما يتم تجاهلها في المجتمع. فمن الأهمية بمكان تقديم حكايا بصرية تُصوّر الجمال والروح الإيجابية.' 

أحاول في أعمالي تقديم بدائل، وهذا أحد أشكال النضال.

– دانييل أوباسي

Add Ar alt text

ميكايا كارتر

أحد مصادر الإلهام الرئيسية لمصوِّر الأزياء ميكايا كارتر هو والده أندرو كارتر، الضابط المتقاعد من سلاح الجو الأمريكي والذي شبّ في حقبة سبعينيات القرن العشرين التي شهدت ظهور حركة "الأسود جميل" الثقافية والموسيقية. يقول كارتر الابن: "أستخدمُ الماضي باعتباره بوصلة ترشدني، بينما أنتهج مسارات جديدة". درس كارتر التصوير الفوتوغرافي في جامعة "ذا نيو سكول" في نيويورك، ويُقدِّم صوراً فوتوغرافية مُحمّلة بالرموز. أما نظرته إلى الشخص ذو البشرة السمراء فهي متأثرة بدفاتر قصاصات والده التي أحالت الابن إلى لقطات وثائقية التقطها عدسة المصوِّر الصحفي جون وايت. بفضل قدرته على تصوير شخوصه بكل مهابة ووقار بغض النظر عما تعيشه من ظروف، ترك وايت بصمة في أعمال كارتر. ومن الشخصيات الأخرى التي أثّرت على هذا المصوِّر المقيم في بروكلين الفنانة كاري ماي ويمز التي يقول عنها: 'تُذهلني مقاربتها لأهدافها، وروح المبادرة لديها في تقديم لغة حُب تتمحور حول الثقافة وتجربة ذوي البشرة السمراء.'

قد يتم تنميط روح ذوي البشرة السمراء بوجهة نظر ذات بُعدٍ واحد، ولكنها في الحقيقة تنطوي على تنوّع يُحاكي مجرّات الكون.

– ميكايا كارتر

Add Ar alt text

ستيفن تايو

في أسلوب التصوير الفوتوغرافي العفوي أو المعدّ مسبقاً للفنان النيجيري ستيفن تايو، دائماً ما تكون الأزياء المحلية في مدينة لاغوس هي محور العمل، بحيث تُقدِّم إضاءات على ذلك التلاقي بين التقاليد والأسلوب الشبابي المعاصِر، وتُظهِر عموماً نمط الحياة اليومية السائد في هذه الحاضرة النيجيرية. يحمل تايو شهادة في الفلسفة من جامعة لاغوس، أما السبب الذي دفعه للانخراط في عالَم التصوير فهو "شعور بالحاجة إلى توثيق طفولة الأشخاص" على حدّ وصفه، وهو حافز منبعه عدم وجود صور له من فترة شبابه. تطوّرت هذه الرغبة من توثيق مَشاهد الأطفال في شوارع وعلى شواطئ لاغوس وصولاً إلى سبر هوية الباعة وأصحاب المتاجر وسائقي التاكسي والشباب بملابسهم الحديثة وكبار السن ممن أصبحوا جزءاً لا يتجزّأ من مشهد الأزياء الآخذ بالازدهار في المدينة. تركيز تايو مؤخراً على الحالات الكثيرة للتوائم البيولوجية في نيجيريا يمثل محاولة لتسليط الضوء على المكانة المرموقة التي تحظى بها هذه التوائم في ثقافة اليوروبا، والتي تعتبر من أكبر المجموعات العرقية في نيجيريا. ويقول تايو عن أعماله: 'هذه هي الحياة التي أريد إظهارها. تحاول سلسلة أعمالي الفوتوغرافية أن تتحرّى الأثر النفسي لتقاسم صلة الرَّحم مع الآخرين، وأن يُحدِّد شخص آخر هوية المرء.'

في كافة أرجاء العالَم، يبدو الجيل الحالي حريصاً على الإيمان بمهاراته والضغط لتحقيق ما يرغب به. نشهد الكثير من الشبان الذين يحاولون نشر الوعي، سواء عبر الموسيقى أو الأزياء أو التكنولوجيا، والمضي قُدماً نحو الحرية.

– ستيفن تايو

Add Ar Alt text

كامبيل أدي

يقول كامبيل أدي "أصبحتُ مصوِّراً فوتوغرافياً لأن التصوير بالنسبة لي يمثِّل الأداة البصرية الأنسب للرسالة التي أودّ إيصالها للعالَم". منذ دراسة التواصل والترويج من خلال الأزياء في كلية سنترال سانت مارتينز اللندنية، أخذ أدي على عاتقه مهمة أن يمنح صوتاً ومكاناً في الصدارة للثقافات الشبابية المغمورة من خلال بورتريهات يلتقطها في الاستديو أو الشارع ويسبر فيها أغوار التقاطعات والتداخلات المختلفة للهوية. ويقول عن ذلك: "لطالما كانت الأزياء بمثابة مقياس لتحديد مستوى الحظوة والسلطة والطبقة الاجتماعية والحرية. التلاعب بالأزياء هو بمثابة تلاعب بما يُجسّده الشخص في العالَم". وفي إطار سعيه لإظهار التنوّع، أطلق أدي مجلة "نيجورنال" و"وكالة ني" لتجارب الأداء، وهما مشروعان يمثلان امتداداً لرؤيته في حقل التصوير الفوتوغرافي. ويضيف قائلاً: 'الرسالة العامّة والأفكار التي أحاول إيصالها من خلال صوري تتمحور حول الامتيازات والسلطة. أقومُ كذلك بإعداد أعمال تُظهر عالَماً منسياً ومُهمَلاً على الغالب. أرغبُ بتقديم العالَم بعيون رجل أسمر البشرة يعيش في مجتمع عصري.'

ينطوي كل مشروع وكل عمل أحاول القيام به على نوع من التعليم للمُشاهِد. وليس ذلك بالضرورة موجهاً للأشخاص من ذوي البشرة السمراء ، أو لذوي البشرة البيضاء، بل للناس على العموم.

– كامبيل أدي

ADD AR alt text

تايلر ميتشل

يُقدِّم المصوّر الفوتوغرافي وصانع الأفلام تايلر ميتشل صوراً هادئة لثقافة الشباب من ذوي البشرة السمراء. مستلهِماً من طفولته في ضواحي مدينة أتلانتا الأمريكية، يلتقط ميتشل بورتريهات لرجال ونساء في فضاءات خضراء يانعة وشاعرية داخل استوديوهات مشبعة بالألوان تُمثّل بالنسبة له المدينة الفاضلة لأصحاب البشرة السمراء. في هذه الصور التي وظّف فيها بحسب وصفه "نظرة أمينة"، تبدو شخوصه متحررة من إهانات العنصرية والتمييز، وغالباً ما تكون منخرطة في أنشطة عادية، ويقول عن ذلك: "إظهار جمال ذوي البشرة السمراء هو بمثابة إحقاق للعدل". طوّر ميتشل مُقاربته لفن البورتريه في كلية تيش للفنون في جامعة نيويورك التي نال منها عام ٢٠١٧ إجازة بكالوريوس الفنون الجميلة في السينما والتلفزيون. عقب ذلك أصبح مهتماً بتوثيق ذوق وهوية وجمال الشباب من ذوي البشرة السمراء انطلاقاً من كونها طريقة ينسج عبرها معالم "ما أراه طيفاً متكاملاً من التعابير التي يمكن للرجال من ذوي البشرة السمراء إظهارها مستقبَلاً". أصبح ميتشل عام ٢٠١٨ أول مصوِّر فوتوغرافي أسمر البشرة يلتقط صورة الغلاف للنسخة الأمريكية من مجلة فوڠ، وكان اسمه ضمن قائمة مجلة فوربس لأبرز ثلاثين شخصية رائدة يقلّ عمرها عن ٣٠ سنة.

إظهار جمال ذوي البشرة السمراء هو بمثابة إحقاق للعدل.

– تايلر ميتشل

Add Ar alt text

نادين إجيويري

أعمال المصوِّرة الفوتوغرافية البريطانية النيجيرية تكسر المفاهيم التقليدية للهوية والجمال في عالمي التصوير والأزياء، وهو ما تقول عنه: "كنتُ أتصفّح مجلات الأزياء إبّان نشأتي، ولم يؤثر بي الأشخاص الذين تم اختيارهم لعرض الأزياء. لم تربطني أي صلة بالصور. ولهذا أردتُ من خلال أعمالي تغيير النظرة عن ماهية الجمال وإظهار أن هناك أشكالاً مختلفة له". تأتي صورها التحريرية أو الإعلانية – التي غالباً ما تظهر فيها شخصيات نسائية ببشرة ملونة ضمن طبيعة غنّاء أو أجواء حالِمة – لتُجسِّد الرؤية الشخصية للفنانة: "أرى نفسي في أعمالي. أرغب بمنح ذلك المنبر للشابات ذوات البشرة الملونة، وإظهار أن الجمال ليس محصوراً بمعيار عالميّ واحد". شَهِد عام ٢٠١٨ التقاطها صورة الغلاف لمجلة فوڠ البريطانية التي يرأس تحريرها إدوارد إنينفول، فأصبحت أول مصوِّرة ذات بشرة سمراء يُنشر عملها على غلاف أحد إصدارات فوڠ. وفي العام نفسه، نالت إجيويري جائزة الأزياء البريطانية في فئة "الموجة الجديدة: مبدعون"، ثم حصلت عام ٢٠٢٠ على جائزة المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي في فئة "التصوير التطبيقي" تقديراً لما تُمثله أعمالها من تمكين للشخصية الأنثوية الشابة وتكريماً لأسلوبها في مجال تصوير الأزياء.

تتراءى نفسي من خلال أعمالي. أودّ أن أمنح تلك المنصة للشابات من ذوات البشرة الملونة، وأُظهر أن الجمال ليس مجرّد معيار كونيّ واحد.

– نادين إجيويري

Add Ar alt text

رينيل ميدرانو

تتبنّى الفنانة الدومينيكانية الأمريكية رينيل ميدرانو أسلوباً فريداً يجمع التصوير الفوتوغرافي والأزياء، وغالباً ما تَظهر فيه شخوص شابة ساحرة في سياقات حضرية، وهو ما تقول عنه: "أحملُ في أعماقي قصة مصوَّرة لنشأتي في حيّ بونكس [في نيويورك]. ما أحاول القيام به هو تصوير ما أراه من حولي وتقديم ذلك في أعمالي". بدأ أسلوب ميدرانو الحميمي والشخصي يتبلور عندما كانت طالبة جامعية في كلية بارسونز للتصميم في جامعة "ذا نيو سكول" حيث نالت إجازة البكالوريوس في الفنون الجميلة عام ٢٠١٤. أتت سلسلة الصور الفوتوغرافية التي قدّمتها لتُرسّخ اسمها كمصوِّرة فوتوغرافية مهتمة في جماليات وتفاصيل المَشاهد الحياتية. أصبح الطابع الخام المثير للعواطف والكثافة النفسية التي تنطوي عليها الصور الوثائقية للفنانة بمثابة بصمتها الفريدة، ونالت عليها عام ٢٠١٤ جائزة مجلة نيويورك تايمز عن فئة المدوَّنة المصورة. تمتاز أعمالها بالأصالة وإظهار حالة النقص وعدم الكمال، وتقول عن ذلك: 'لا تصدر عني الكثير من التوجيهات خلال جلسات التصوير. أحاول بكلِّ أمانة توثيق اللحظات ضمن الهامش الزمني المتاح لي مع الأشخاص الذين أصوّرهم، وهذا أمرٌ يعني لي بحقّ.'

لا أحاول على الإطلاق تقديم صورة مثالية. أسعى فقط إلى تصوير ما أراه حولي.

– رينيل ميدرانو

Add AR alt text

جمال نكسدلانا

يصف المصوِّر والمخرج الإبداعي الجنوب أفريقي جمال نكسدلانا نفسه بأنه ينتمي إلى "جيل يفهم العالَم من خلال الصور بشكل شبه حصري". أما أسلوبه فهو متجذّر في سريالية أفريقية يوضّح الفنان بأنها "تخلق بشكل واعٍ مخزوناً بصرياً بديلاً للرؤى الاستعمارية عن أفريقيا"، وتكسر "أحادية النظرة لذوي البشرة السمراء". بالنسبة للفنان، اختياره تصوير شخوصه وكأنها منبثقة من قلب المَشهد هو بمثابة موقف مناهض "للبنى المهيمنة والموحَّدة" التي يعتبر أنها مرتبطة بشكل وثيق بالروح الاستعمارية وتفوُّق العرق الأبيض. وإلى جانب أعمال التصوير الفوتوغرافي، أسس نكسدلانا علامة Missshape للأزياء، وشارك عام ٢٠١١ بتأسيس مجموعة CUSS الفنية في جوهانسبرغ التي تتعاون على إعداد أعمال رقمية وفن خامات، ويتم تقديمها داخل فضاءات عرض غير تقليدية في مسعى من أجل "إدخال الفن إلى الحياة اليومية". ساهم نكسدلانا أيضاً في تأسيس نادي Bubblegum الذي يصفه الفنان بأنه عبارة عن 'وكالة استخبارات ثقافية ومجلة رقمية تهدف لمساعدة أصحاب المواهب في مجالات الموسيقى والفنون والأزياء على الإيمان بأنفسهم، وإعلاء صوت جنوب أفريقيا في السرديات العالمية.'

خلق منبر ووضع سياق لأعمالنا هو أمر يزيد قيمتها. ما نقوم به هو أولاً نوع من الأرشفة، ولكنه يمثل أيضاً طريقة لحشد الأصوات المهمشة والمتنوعة سوية كشبكة واحدة، فالقوة في الكثرة.

– جمال نكسدلانا

Add Ar alt text

نامسا ليوبا

تقول المصوِّرة والمخرجة الفنية السويسرية الغينية نامسا ليوبا التي درست التصوير الفوتوغرافي ونالت درجة الماجستير في الإخراج الفني من جامعة الفنون والتصميم في مدينة لوزان السويسرية: "أصولي مزدوجة وكذلك تراثي، وهو ما يُشكّل مصدر إلهامي". في صورها التي تُرتِّب مشاهدها مسبقاً بأدق تفاصيلها، تسبر ليوبا أغوار سيرتها الذاتية عبر رسم رؤية لأفريقيا بعدسات غربية. تنطوي الكثير من صورها على أبعاد أنثروبولوجية وتَستخدم فيها لغة صور الأزياء والتوثيق وفن الأداء. غالباً ما ترتدي الشخوص في أعمالها ملابس أفريقية تقليدية وتعلو وجوهها أقنعة وتعتمر أغطية رأس مختلفة بينما يتم تصويرها واقفة على قواعد في وضعية تُحيل إلى حالة من التهجين الثقافي ومقاربات الغرب عن أفريقيا. تُكسي ليوبا شخوصها بمفاهيم السلطة والقوة والنبالة. ورغم أنها لا تَعتبر أعمالها بمثابة انعكاس لماهية "الواقع" بل بمثابة "خيال وثائقي"، إلا أن ممارستها الفنية مبنية على ما تجريه من أبحاث وأسفارها الكثيرة في أرجاء القارة الأفريقية.

مصدر إلهامي هو جذوري والتبادل الإبداعي المتجدد، بحيث أسبغ على الواقع حساسيتي وتجاربي الشخصية.

– نامسا ليوبا

Add Ar alt text

دانا سكروغز

تقول المصوِّرة دانا سكروغز التي درّبت نفسها ذاتياً: "أن تقوم مصوِّرة فوتوغرافية ذات بشرة سمراء بتصوير أشخاص آخرين ذوي بشرة سمراء هو أمر نادرٌ جداً في عالَم التصوير". استهلّت سكروغز مسيرتها عندما لفتت صورها اهتمام وكالات عرض الأزياء، وتم التعاقد معها لإجراء جلسات تصوير تجريبية. وتشرح تجربتها قائلة: "التصوير الفوتوغرافي منحني هدفاً بعد أن شعرتُ لأطول فترة في حياتي أنه ليس في متناول يدي أي شيء أقدّمه لنفسي أو للعالَم". صور سكروغز الحميمة التي تنطوي على تباين كبير في الألوان غالباً ما يظهر فيها عارضون وعارضات وشخصيات شهيرة من ذوي بشرة داكنة اللون. ومن خلال التركيز على توزّع الضوء والظلّ، تُحافظ صورها على الإرث الذي تركته مجموعة Kamonige الأفريقية الأمريكية المتخصصة في التصوير الفوتوغرافي، والتي ضمّت في عضويتها كلاً من روي ديكارافا وأنتوني باربوزا ومينغ سميث. تسبر صور الأبيض والأسود التي قدمها أولئك الفنانون مفاهيم اللون الداكن في الصور الفوتوغرافية والثقافة والناس. ورغم قول سكروغز إن أعمالها ليست بمثابة طرح مباشر عن التمييز على أساس لون البشرة في عالَم الأزياء ومجتمع ذوي البشرة السمراء، إلا أنها تسعى لمحاربة الأشكال المختلفة للوصمة الثقافية المرتبطة بالبشرة الداكنة، وخلق فرص وإمكانية الظهور لعارضين وعارضات وشخصيات تمثّل طيفاً واسعاً من تدرجات ألوان البشرة. وبأسلوبها الصريح، تشير سكروغز إلى 'حقيقة أن تصوير امرأة ذات بشرة سمراء لرجال من ذوي بشرة سمراء هو أمر بغاية الأهمية لأن توثيق الأشخاص من ذوي البشرة السمراء والسرديات المتعلقة بهم غالباً يتم على يد أشخاص من ذوي بشرة بيضاء، ويأتي ذلك أحياناً على شكل مبادرات تطفّل ثقافي أو لمجرّد استحضار صورتنا لرغبات دفينة.'

لو أني لم أنشر أعمالي على منصّات متعددة على مدى سنوات، لم أكن لأحظى بمثل هذه الفرص. كل لحظة قررتُ فيها عدم الاستسلام وحزم أمتعتي والعودة إلى الديار جوهرية لجهة ما حققته من نجاح.

– دانا سكروغز

Add AR alt text

أول إريزكو

تُشكِّل الشخصية ذات البشرة السمراء في تاريخ الفن والثقافة المعاصرة محوراً رئيسياً للوحات ومنحوتات وأعمال الفيديو والتصوير الفوتوغرافي للفنان الأثيوبي الأمريكي أول إريزكو. تخرّج الفنان من كلية "كوبر يونيون" وكلية الفن في جامعة ييل حيث درس النحت ونال درجة الماجستير في الفنون الجميلة، ليبدأ برسم معالم أسلوبه الخاص انطلاقاً من مقر إقامته في لوس أنجلوس. في أعمال البورتريه التي يُقدّمها، والمتنوعة بين تلك التقليدية والمفاهيمية، يحاول الفنان خلق لغة "عامية جديدة" عبر استخدام مرجعيات فنية تاريخية ورموز متكررة الظهور تجعل تركيز المُشاهِد يتجه إلى الشخصية ذات البشرة السمراء، كما يُعيد طرح تاريخ صور نادراً ما ظهرت في النطاق العام. كما تطغى على صور الطبيعة الثابتة التي يقدّمها أقنعة أفريقية وشخصية نفرتيتي وزهور ونمور سوداء اللون وكُرات سلة وبطاقات تُستخدم لمعايرة لون البشرة في طباعة الصور، لتكسر الهرمية والتراتبية القائمة عبر استحضار حالة من "السواد الكوني". تحتفي هذه الأعمال بهوية إريزكو وتُشكِّل تحية لموسيقى وثقافة ذوي البشرة السمراء، كما تُظهِر تأثّر أسلوبه بأعمال الفنان ديفيد هامونز.

أحاول أن أخلق ’عامية جديدة‘ – فن ذوي البشرة السمراء كونيّ.

– أول إريزكو

Add Ar alt text

روث أوساي

عندما كانت المصوِّرة البريطانية النيجيرية روث أوساي مراهقة أهدتها أمها كاميرا رقمية صغيرة. صورها الأولى أتت بمثابة توثيق لعالَمين مختلفين من سنوات شبابها ومحاولة للتقريب بينهما، وشكّلت الأساس لتجربة في التصوير الفوتوغرافي غالباً ما يظهر فيها أفراد العائلة في بورتريهات لعوبة وعصرية وذات تفاصيل دقيقة تلتقطها عدسة الفنانة في الاستوديو. غالباً ما تستحضر صور أوساي نمط صور البورتريه الأفريقية من ستينيات القرن العشرين التي أعدّها فنانون مثل سانليه سوري في مدينة بوبو-ديولاسو في بوركينا فاسو (غرب أفريقيا) وماليك سيديبي في العاصمة المالية باماكو. تَعتبِر أوساي أعمالها بمثابة "رؤى فنية" تُظهر الحياة اليومية وسُكّان جنوب شرق نيجريا وتستلهم فيها من مقاطع موسيقية مصوَّرة تقليدية لشعب الإيغبو وتسجيلات أعراس ومراسم دفن وأفلام سينمائية نيجيرية. تبدو هذه التأثيرات واضحة في الخلفيات المطبوعة أو المرسومة التي تتفرّد بها صور أوساي الملتقَطة في الاستوديو، وكذلك من خلال الأزياء التي ترتديها الشخوص الظاهرة في الأعمال. وتقول عن ذلك: 'لم يتم تعديل الصور أبداً أو جعلها لامعة، بل تم الحفاظ عليها بشكلها الأصلي. لا تتمحور أي منها حول النخبة، ولا تلقي أي منها بالاً لمشاعر الطبقة الأرستقراطية. أحاولُ من خلال أعمالي إظهار قوة وصلابة وبراعة الشخوص التي أصوُّرها سعياً مني للاحتفاء بهويتها، سواء كانت في المملكة المتحدة أو نيجيريا أو أي مكان آخر.'

يتمثّل جمال التصوير الفوتوغرافي بأنه يستهل حواراً عن هويتنا وجذورنا ووجهتنا.

– روث أوساي

Exhibition title wall

Exhibition title wall for The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

Exhibition installation view

Installation view of The New Black Vanguard: Photography Between Art and Fashion.

التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء

يُقدّم معرض "التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء" حركة عالمية ينخرط فيها المصوّرون على امتداد الشتات الأفريقي في أرجاء العالَم، ويستخدمون عدساتهم لرسم صورة معاصرة لحياة ذوي البشرة السمراء، وتقديم رؤى جديدة للنظرة الجاهزة إزاء أولئك الأشخاص. تُقدّم هذه الكوكبة من الفنانين صوراً تُظهر أهمية الشخص ذي البشرة السمراء، وعلى وجه الخصوص المبدِع الذي أصبح بمثابة مَثلٍ أعلى في الثقافة المعاصرة. أما صورهم لمشاهير أو لعارضين وعارضات من ذوي البشرة السمراء – سواء كانوا محترفين أو من عائلات الفنانين أو أفراداً عاديين تَعرَّف عليهم المصورون في الشارع أو عبر إنستغرام – فهي توظّف تقنيات فن البورتريه والتوثيق، والتصوير المفاهيمي والطبيعة الصامتة، بحيث تطرح مجموعة إسقاطات جديدة وجماليات متعلقة بذوي البشرة السمراء كطريقة لاستحداث أشكال مبتَكَرة لصورة الأزياء.

معرض "التنوّع في الرؤى: التصوير الفوتوغرافي بين الفن والأزياء" هو مشروع أطلقته ونظّمته مؤسسة Aperture في نيويورك بالتعاون مع القيّم الفني أنطوان سارجنت ودعم فريق أمناء "تصوير: مهرجان قطر للصورة" شارلوت كوتون وسارة فوريامي لاولر.

قم بتحميل الملف