الأعمال التجهيزية والتجريبية المعروضة هنا تُسلط الضوء على السِّمات المعمارية لأركان القصر ونوافذه والزخارف الجدارية المصنوعة من الجصّ باعتبارها حيِّزاً يكتنز ويُجسِّد ذكريات قائمة بحدِّ ذاتها. ومن خلال استخدامها لتقنيات الطباعة على الزجاج، تخلق الخليفي فضاءات حميمية فريدة تستحضر مشاعر حنين، وتدفع باتجاه استكشاف لتفاصيل مخفية تُظهرها الفنانة من خلال اختيارها لمواقع الصور والألواح الشفافة. تخلق هذه الأعمال التجهيزية إحساساً بالألفة مع الفضاءات الداخلية التي تطغى على أية لحظة أو مرحلة معينة من الزمن. فعند التمعُّن بكل صورة، الماضي يستحيل إلى الحاضر، وهو ما يحوِّل عمل الخليفي إلى تجربة مثيرة للعواطف وخاصة بزمان ومكان محدَّدَين.
الانعكاس ما بين الفراغ
المعرض السابق
يُقدِّم هذا المعرض أعمالاً تجهيزية أعدّتها الفنانة شاهة الخليفي خصيصاً لتُعرض في قصرالريّان، وتستحضر فيها مقاربتها وسبرها للفضاءات المعمارية من خلال التصوير الفوتوغرافي. تقوم الفنانة في أعمالها برصد وتوثيق المستويات المعقدة للبيئة المعمارية، والأثر الذي يُخلّفه التطور الحضري السريع، والتجربة المعاصرة التي يخوضها أولئك الأشخاص القاطنين في مدينة تشهد تطوّراً وتغييرات على الدوام.
كانت الزخارف الجبسية بمثابة عناصر معمارية ذات أنماط تجريدية شائعة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال خمسينيات القرن العشرين.
تمت إضافة هذه النقوش في تاريخ لاحق على يد حِرفيين قدِموا إلى البلاد لتزيين القصور والقلاع في أواسط القرن الماضي. ومنطقة الريان التي يعني اسمها وفرة المياه في الأرض، كانت تمتاز بخصوبة تربتها وبعناصرها البيئية التي سهّلت قولبة هذه العناصر الزخرفية.
اضطلعت مريم حسن آل ثاني بمنصب قيِّمة معرض "الانعكاس ما بين الفراغ" الذي يأتي في إطار مشروع "التراث بعدسة معاصرة" ويتم من خلاله إحياء مواقع تمتاز بأهمية ثقافية. وإلى جانب الخليفي، تعرض هدير عمر أعمالها في قلعة الكوت، ومشاعل الحجازي في بيت النجادة.
هذا المعرض من تنظيم وإشراف فريق "تصوير: مهرجان قطر للصورة"، وبموجب شراكة مع "المكتب الهندسي الخاص" .