شارلوت كوتون:
يتميّز عملك الفنّي بأوجهه المتعدّدة التي تتنقل فيها على المستوى المادّي بين المجالَين النحتي والتصويري وبين الأشكال التي تتأرجح بين المساحات والأحجام، أي صورة ثنائية الأبعاد وغرض ثلاثي الأبعاد، والتي تترابط في ما بينها أشدّ ترابط. وتصف تحقيقاتك الفنّية كابتعاد عن الفكرة التقليدية للتصوير الفوتوغرافي باعتباره رؤية أحادية العين يمكنك فيها رسم خطّ مباشر من عين المصوّر عبر الكاميرا وصولاً إلى الموضوع المختار. عوضاً عن ذلك، لأعمالك الفنّية وجهة نظر “متعددة الاتّجاهات”، وغالباً ما تتّسم بتأثير أو شكل نحتي. أعمالك تحرّر التصوير الفوتوغرافي من محاكاة البصر البشري وتشجّعنا على اعتماد طريقة مختلفة للرؤية. ما تعليقك على هذا الأمر ولماذا تعتقد أنّ هذا الأمر بارز دائماً في أعمالك؟
براندون لاتو:
الإجابة عن هذا السؤال صعبة للغاية لأنّ افتراض التصوير الفوتوغرافي أو تعريفه بحدّ ذاته واسع النطاق إلى حدّ بعيد الآن: فهل هو اسم للتوزيع العالمي للصور أم للمجال كما تتمّ ممارسته مع انعكاس ثقافي أم للنشاط الذي يمارسه أكثرية الناس عبر هاتفهم يومياً؟ أعتقد أنّ اقتراحي للنوعية المتعدّدة الاتجاهات تعالج كلّ ناحية من هذه النواحي، لكن لعلّه من الأفضل المحافظة على الاستخدام مع الانعكاس الثقافي الواعي، أي الفنّ.
شارلوت كوتون:
أطلقُ على الأغراض الظاهرة في أعمالك المعروضة ضمن معرض "التصوير التجريبي " (Experimental Photography) صفةَ "الظاهرية". ففي مجموعة “ريتز أند بريميوم" (Ritz and Premium) ومجموعة "إتسيت أند إتسيت"(It’s-It and It’s-It)، تعتمد على تغليف الأطعمة، وفي مجموعة "فوتوشوب أند فوتوشوب"(Photoshop and Photoshop) تعتمد على تغليف برنامج أدوبي فوتوشوب، الذي هو ربما وسيط صنع الصور المرجعي في هذا القرن حتّ الآن. تروقني جداً المقارنة المباشرة التي تتّسم بها هذه الأعمال الثلاثة في المجال المادّي ذاته، أي الفكرة في أنّ برمجيات الصور والوجبات الخفيفة بضاعة أساسية متاحة للجميع وجزء من الحياة اليومية، وهي تكسب ميزة بفضل علامة تصميم الغلاف وتكسب شكلاً بفضل حجم العلبة التي نعرف من التجارب التي مررنا بها عند فتح هذه العلب بأنها مليئة بالفراغ في داخلها! هل يمكنك أن تضيف شيئاً على ما تعنيه هذه الأغراض “الظاهرية” لك؟
براندون لاتو:
أعتقد أنّها خيالات أو أطياف لنظام التبادل الذي يحيط بها. فحماسي للمستوعب منفصل بالكامل عن المنتج الفعلي الذي يتمّ شراؤه. وأنا أكيد أنّني لست الوحيد الذي اشترى أموراً بسبب الجمالية البصرية الجذابة التي تحيط بها فحسب. لكن ربّما هذا غامض جداً. فالكلمتان اللتان تؤلّفان اسم مجموعة "ريتزأند بريميوم" (Ritz and Premium) هما اسمان تفضيليان ويشيران إلى أفضل الأمور، حتّ لو وصلتنا على بسكويتة متواضعة، أليس كذلك؟ وتشير "إتسيت أند إتسيت"(It’s-It and It’s-It) إلى المواد اللزجة وعدم اليقين والسائل الأولي، لتشكّل التركيبة الأنسب للمثلّجات التي تقطر نزولاً على ذقن الجميع والشوكولا المنتشر على ذراعهم. لم يتمكّنوا من ابتكار اسم لهذا المنتج بعد! مع ذلك، عبواتها هي واحدة من أجمل الاختيارات التي يمكن أن ينتقيها المرء من بين الأغراض التي تقدمّها السوبرماركت العادية في الولايات المتحدّة والتي يقارب عددها الأربعين ألفاً. التقطُ صورعبوات المنتجات هذه منذ العام ٢٠٠١ وكلّها تقريباً كانت منتجات قابلة للاستهلاك. يشبه الأمر التفسير لطفل ما أنّ الموسيقى كانت تباع على أقراص وأنّ الصور الفوتوغرافية كانت تُلتقط على فيلم لكنّها كانت مقلوبة. ولهو غاية في الغرابة أن نتصوّر أنّ البرمجيات، وهي المنتج الأبرز لما يُعرف باقتصاد المعلومات، بحاجة إلى حضور مادي ليدفع مقابلها المستهلكُ المال ليحصل عليها. في الواقع، بعد فترة قصيرة من صدور هذه النسخ، انتقل تطبيق فوتوشوب إلى التوزيع الرقمي بالكامل.